المقال للكاتب "محمد فتحى"
في حديث تليفزيوني قال الدكتور مصطفي الفقي إن الرئيس مبارك يمتاز بالبساطة ويتعامل مع الناس بروح «ابن البلد»، أما ابنه جمال فيختلف عن أبيه تحديدا في هذه النقطة، قائلا: «جمال مبارك يتمتع بالأدب والكياسة، فضلا عن كونه مجاملا في جميع المناسبات، لكنه بحاجة إلي التباسط أكثر مع الناس لكسب شعبيتهم».
ولأن أخانا في الله وفي المصرية والإنسانية جمال مبارك عزيز علينا، فها هي طريقتنا التي لن يعطيها له مستشاروه لكي يصبح ابن بلد في 24 ساعة بدون معلم
> يجب أن يغير جمال مبارك عاداته بعد أن يستيقظ فبدلاً من أن يقول صباح الخير أو جود مورننج داد ننصحه بأن يقول (يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم ..
اصطبحنا وصبح الملك لله) ونوصي بأن ينطقها باللغة العربية التي نتحدثها وليس بلغة خريجي الجامعة الأمريكية أو المسلسلات المكسيكية المدبلجة.
> يجب أن تجرب يا جمال (المية المقطوعة) عند غسيل وجهك.صحيح أنك في فيلا لكنك لو طلبت أن يقطعوا عليك المياه والصابون علي وجهك فلن يجرؤ أحد علي رفض طلبك، ووقتها فقط جرب أن تصرخ بأعلي حسك: المية يا بقاااااار، مع يقينك التام بأن أحداً لن يحرر لك محضر إزعاج مهما كانت درجة صوتك.
> بالنسبة للإفطار..هل جربت مرة أن تأكل علي عربية فول في الطبق (الألمونيا) الذي هو من قبل أن تولد.اطلب بعد إذنك أن يزودلك الطحينة أو الليمون أو الزيت أو يزودلك أي حاجة والسلام، وحذار من أن تفقد أعصابك وهو يشتم الحكومة ال(بيييييييب) التي طلعت (بيييييييب) أمنا، وربنا يسامج ال(بييييييييب) اللي كان السبب، ولتعتبر يا عزيزي أنهم يتحدثون عن أشخاص لا تعرفهم أو لتعتبر أنه اختبار كشف الديمقراطية لتري هل ستقدر عليها أم ستجد نفسك تصرخ: اخرسوا يا ولاد ال(بييييييييييب)، ولو حدثت هذه ال(بييييييييب) الأخيرة لا تنزعج أو تراجع طبيبك الخاص، فأنت تسير علي أول الطريق.
> ابن البلد الحقيقي يا عزيزي جمال يستمتع بالجري خلف الأتوبيس حتي لو لم يكن أتوبيسه، وهو موروث قديم من أيام جريه خلف عربية الرش مع اختلاف أن عادم الأتوبيس بالنسبة له مثل الأكسجين بالنسبة لحضرتك؛ ولذلك لا أخفيك نصحاً بأنه قد حان الوقت لأن تغير أكسجينك بعوادم أتوبيساتنا وغازات راكبينها ولتعتبر نفسك في مسابقة اختراق الضاحية من كل ناحية واضعاً مصر في ذهنك، وإذا وجعتك نفسك الأمارة بالسوء فتذكر أن كله من أجل مصر واستمع لما تيسر من أغاني محمد ثروت وخاصة (كل بلاد الدنيا جميلة لكن أجمل من بلدي لا)،
> أما عن مترو الأنفاق والذي أنصحك بركوبه، وحياة أغلي حاجة عندك امسك الباب للسيدة العجوز التي ستأتي بعدها بساعة فهكذا هو ابن البلد الحقيقي، ولا تنس أن تحشر كتفك الأيسر بسرعة مع إغلاق باب المترو لتمنعه من الإغلاق قبل أن تحشر باقي جسدك داخل عربية المترو، ولو وجدت نظرات غريبة تنظرها لك النساء، فمبروك.. أنت في عربة السيدات، ولتدفع الغرامة بدلاً من وضع الكلبشات في إيدك (تخيل.. بيحطوا الكلابشات في يد من لا يدفع الغرامة).بالمناسبة. تجاهل تماماً الماكينات والتذكرة عند نزولك، واقفز فوق الماكينة مثل نطة الانجليز فهكذا هي رشاقة ولاد البلد الحقيقيين وليس فريق الصقور الذي تلعب حضرتك معه في رمضان.
> سأكون سعيداً جداً لو أصبحت ابن بلد وتشاجرت في طابور العيش - الذي هو أطول من خطط والدك الخمسية - لأن أحدهم أخذ دورك، أو لأن العيش مسكع ومعجن أو لأن الدقيق يباع أمام عينيك بينما حضرتك واقف، وسأكون أسعد لو تشاجرت في أتوبيسات الرحلات التي تعمل في النقل الجماعي داخل القاهرة مع السائق الذي لا يريد أن يتحرك قبل التحميل (البني آدمين وليس الداونلود) ، وسأكون أسعد وأسعد لو تشاجرت مع التباع أو المنادي لأنه بيستعبط في الباقي أو لأنه دائم الدق علي جسم السيارة، فوقتها يجب أن ينفر فيك عرق ابن البلد، وبعد أن تتشاجر ويسيح دمك - لا قدر الله - ستجد من يقول : مين ابن البلد اللي هناك ده، فيرد عليه أحدهم في فخر..ده جمال مبارك..ابن البلد بجد.
> بعد كمية التعاوير( جمع تعويرة) التي قد تصاب بها جرب لو سمحت أن تذهب لمستشفي حكومي، ولا تغضب من تجاهل الممرضة لدمك السايح أو من غياب الدكتور لأنه في عيادته الخاصة أو من التومرجي الذي سيطلب منك أن تشتري شاش وميكروكروم وجبس وجبيرة ومسمار وشريحة ودعامة قلب ورقبة طبية رغم كونك مجرد متعور في (قورتك)، ووقتها ستعرف أن التومرجي سيبيع باقي المعدات ويقتسم ثمنها مع مدير المستشفي.
> أخيراً وليس آخراً وحياة أغلي حاجة عندك بطل تقل، وابتسم بجد مش بحسابات هندسية، وسيبك من الناس اللي جايبينك ورا، والذين لا هم ولاد، ولا يقربوا للبلد.
